السبت، 12 سبتمبر 2015

بيان حال الزيادة في دعاء الامام الحسين (ع) في يوم عرفة

بسم الله الرحمن الرحيم



هذه رسالة في التعليق على الزيادة الوارده في ذيل دعاء عرفة المنسوب للإمام الحسين عليه السلام


وتحتوي على مقدمة في بيان مصادر هذا الدعاء 
بيان الملاحظات والفروقات بين هذه المصادر في بداية الدعاء والكلام على النهاية والزيادة  
خاتمة في أصل هذه الزيادة ومصدرها 


مقدمة :
أقدم مصدر وصلتُ إليه لهذا الدعاء هو كتب السيد إبن طاووس رضي الله عنه المتوفى سنة 664 هــ
وقد أخرج هذا الدعاء في مصدرين من كتبه الأول مصباح الزائر والثاني إقبال الأعمال 
ثم الشيخ الكفعمي رضوان الله عليه والمتوفى في 905 هــ في كتابه البلد الأمين 
وقد أورده العلامة المجلسي قدس سره والمتوفى سنة 1111 هــ في بحار الأنوار وزاد المعاد
وأورده الشيخ خضر بن شلال رضوان الله عليه والمتوفى في 1255 في كتابه أبواب الجنان
وأيضا الشيخ عباس القمي رضوان الله عليه والمتوفى في 1359 هــ في كتابه مفاتيح الجنان 
وفي المتأخرين كثر نقلوا الدعاء وفي من ذكرنا كفاية
هذه أقدم وأهم الأمهات والمصادر التي نقلت الدعاء 
ويجب أن يُعلم أن هذه المصادر لم تتفق في طريقة إيراد الدعاء , فبعضها إقتصر على متن الدعاء فقط وبعضها أورد الخبر الذي إشتمل على هذا الدعاء ورواته وها أنا أنقل عن المصادر على حسب الترتيب الزمني , وحتى يكون القارئ على إحاطة وعلم بحيثيات البحث   



قال الشيخ الكفعمي في حاشية كتابه البلد الأمين 352 عند نقل الدعاء
( وذكر السيد الحسيب النسيب رضي الدين علي بن طاووس قدس الله روحه في كتاب مصباح الزائر قال : روى بشر وبشير الأسديان أن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام خرج عشية عرفة يومئذ من فسطاطه متذللا خاشعا فجعل عليه السلام يمشي هونا هونا حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل ، مستقبل البيت ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين ثم قال : " الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع " اه ) عنه بحار الأنوار 95/214 وكذا اورده عن المصباح مباشرة الميرزا الطبرسي قدس سره في مستدرك وسائل الشيعة 10/22 

أما بخصوص كتاب إقبال الأعمال فإن السيد إبتدأ في ذكر الدعاء بقوله ( من الدعوات المشرفة في يوم عرفة دعاء مولانا الحسين بن علي صلوات الله عليه : الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع ، ولا لعطائه مانع ، ولا كصنعه صنع صانع .. الى أخر الدعاء ) 2/74
فلم يذكر ما ذكره في مصباح الزائر من مقدمة إختصاراً كما هو ظاهر


- أما الشيخ الكفعمي فقال في البلد الأمين 
( ثم ادع بدعاء الحسين ( ع ) وهو الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع .. الدعاء ) 251
وقد أورد مقدمة الخبر نقلا عن السيد ابن طاووس في الحاشية ولكن يظهر أنه ينقل الدعاء بملاحظة مصدر آخر لأننا سننقل عنه زيادة في خاتمة الخبر ليست في مصباح الزائر للسيد 


- أما العلامة المجلسي قدس سره فأورد الدعاء في بحار الأنوار 95/216 نقلا عن إقبال الأعمال ومن ثم أشار إلى فرق بينه بين مصباح الزائر والبلد الأمين ولكنه نقله في زاد المعاد 173 كما يبدو عن مصباح الزائر أو البلد الأمين حيث أورد مقدمة الدعاء 

- أما الشيخ خضر بن شلال رضي الله عنه فأخرجه كما يبدو نقلا عن مصباح الزائر حيث أورد المقدمة ايضا ولم يشر إلى ذلك 

- وأما الشيخ عباس القمي رضوان الله عليه فقد أورد الدعاء كذلك بمقدمته 355 

ومع الشيخ عباس القمي نبتدئ الحديث عن خاتمة الدعاء حيث قال 
( .. أسأَلُكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ , لَكَ المُلْكُ وَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ يا رَبِّ يا رَبِّ . وكان يكرر قوله : يا رَبِّ ، وشغل من حضر ممن كان حوله عن الدعاء لأنفسهم وأقبلوا على الاستماع له والتأمين على دعائه ثم علت أصواتهم بالبكاء معه وغربت الشمس وأفاض الناس معه . 
أقول : إلى هنا تم دعاء الحسين ( عليه السلام ) في يوم عرفة على ما أورده الكفعمي في كتاب ( البلد الأمين ) وقد تبعه المجلسي في كتاب ( زاد المعاد ) ولكن زاد السيد ابن طاووس ( رض ) في ( الاقبال ) بعد : يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ هذه الزيادة : [ إِلهِي أَنا الفَقِيرُ فِي غِنايَ فَكَيْفَ لا أَكُونُ فَقِيراً فِي فَقْرِيِ إِلهِي أَنا الجاهِلُ فِي عِلْمِي فَكَيْفَ لا أَكُونُ جَهُولاً فِي جَهْلِي إِلهِي إِنَّ اخْتِلافَ تَدْبِيرِكَ وَسُرْعَةَ طَواءِ مَقادِيرِكَ مَنَعاً عِبادَكَ العارِفِينَ بِكَ عَنِ السُّكُونِ إِلى عَطاءٍ وَاليَّأْسِ مِنْكَ فِي بَلاٍ ، إِلهِي مِنِّي ما يَلِيقُ بِلُؤْمِي وَمِنْكَ ما يَلِيقُ بِكَرَمِكَ ، إِلهِي وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ لِي قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفِي أَفَتَمْنَعُنِي مِنْهُما بَعْدَ وَجُودِ ضَعْفِي ... إلى آخر الزيادة ) 367

وقلت أنا : الذي في سفينة البحار ( 6/220 ) للشيخ القمي رضي الله عنه أنه مطلع على كلام المجلسي الذي سوف نورده عن الزيادة وعليه يبدو انه لم يكن مطلعا عليه عندما ذكر ما ذكره من كلامه في المفاتيح وإلا لكان أورد ما يجيب به عن كلام المجلسي إن كان يذهب إلى خلافه سواء في المفاتيح أو سفينة البحار


أما في مصباح الزائر فنهاية الدعاء والخبر كما نقله الميرزا الطبرسي رحمه الله في مستدرك الوسائل 10/25 
( وفي مصباح الزائر : عن بشر وبشير - في المتقدم - قالا : ثم دعا ( عليه السلام ) فقال : . الحمد الله الذي ليس لقضائه دافع - إلى أن قالا - ثم إنه ( عليه السلام ) اندفع في المسألة ، واجتهد في الدعاء وعيناه تقطران دموعا ثم قال : . اللهم اجعلني أخشاك . - إلى أن قالا - ثم رفع ( عليه السلام ) صوته وبصره إلى السماء ، وعيناه قاطرتان كأنهما مزادتان ، وقال ( عليه السلام ) بأعلى صوته : يا أسمع السامعين - الدعاء إلى قوله - على كل شئ قدير ، يا رب يا رب .
قال ورواه الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين مثله ، وزاد : قال بشر وبشير : فلم يكن له جهد إلا قوله : يا رب يا رب بعد هذا الدعاء ، وشغل من حضر ممن كان حوله ، وشهد ذلك المحضر عن الدعاء لأنفسهم ، واقبلوا على الاستماع له ، والتأمين على دعائه قد اقتصروا على ذلك لأنفسهم ، ثم علت أصواتهم بالبكاء معه ، وغربت الشمس ، وأفاض ( عليه السلام ) وأفاض الناس معه ) انتهى 

وهذه الزيادة هي التي جعلتنا نقول أن الكفعمي ينقل عن مصدر غير مصباح الزائر للسيد وهذه التتمة نقلها أيضا الشيخ عباس واشار إلى أن الدعاء عندهما إنتهى عند قوله يا رب يا رب
وهنا عرفنا الخاتمه في نقل السيد في مصباحه والكفعمي في البلد الأمين 


أما الشيخ إبن شلال فقد ختم الدعاء بقوله ( .. يا رب يا رب , ثم يكررها كثيرا ويرفع بها صوته وهو يبكي ) وهو ظاهر في أنه نقل بالمعنى , ثم قال ( وقال بعض المعتمدين قد وجدت زيادة على هذا الدعاء وهي : الهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيرا في فقري ... إلى أخر الزيادة )
وهذا تقرير منه أولا بنهاية الدعاء , وأن الفقرة التالية هي زيادة عليه ثانيا


أما العلامة المجلسي قدس سره فقد نقلنا أنه أورد الدعاء في زاد المعاد نقلا عن الكفعمي وإنتهى فيه بمثل ما إنتهى وفي البحار نقل الدعاء عن إقبال الأعمال ولكنه أورد بعده 95/227 تحقيقا مختصرا شيقا قال فيه 
( أقول : قد أورد الكفعمي - ره - أيضا هذا الدعاء في البلد الأمين وابن طاوس في مصباح الزائر كما سبق ذكرهما ، ولكن ليس في آخره فيهما بقدر ورق تقريبا وهو من قوله " إلهي أنا الفقير في غناي " إلى آخر هذا الدعاء ، وكذا لم يوجد هذه الورقة في بعض النسخ العتيقة من الاقبال أيضا ، وعبارات هذه الورقة لا تلائم سياق أدعية السادة المعصومين أيضا وإنما هي على وفق مذاق الصوفية ، ولذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كون هذه الورقة من مزيدات بعض مشايخ الصوفية ومن إلحاقاته وإدخالاته .
وبالجملة هذه الزيادة إما وقعت من بعضهم ، أولا في بعض الكتب ، وأخذ ابن طاووس عنه في الاقبال غفلة عن حقيقة الحال ، أو وقعت ثانيا من بعضهم في نفس كتاب الاقبال ، ولعل الثاني أظهر على ما أومأنا إليه من عدم وجدانها في بعض النسخ العتيقة ، وفي مصباح الزائر ، والله أعلم بحقايق الأحوال ) إنتهى 

قلت : بل الذي لا شك فيه أنها زيادة على إحدى نسخ كتاب الإقبال فليست هي من أصل الدعاء بدلالة ختمه بقول الإمام عليه السلام مكررا يا رب يا رب عند الجميع حتى النسخ العتيقة من الإقبال وبدلالة أن المصادر التي أوردت الخبر كاملا إشتملت على نهاية تكشف أن الدعاء قد إكتمل ولم ينقص منه شيء بعد تكرار المناجاة من الإمام عليه السلام 
ولأننا عرفنا مصدر هذه الزيادة وأصلها 

• يلاحظ في تسلسل الدعاء الأصل انه يختتم في التعرض للطلب بعد أن إبتدأ في التسبيح والذكر فلا يناسب ان يعود للتسبيح والابتهال والتمجيد كما وأن هذه الزيادة لا تتناسب مع لغة الدعاء الأصل لا أقل من عدم إشتمالها على ذكر الصلاة على محمد واله بينما الأصل أوردها 6 مرات
دليل كلام العلامة المجلسي بأن الزيادة وفق مذاق الصوفية أنها مشتملة على مصطلحاتهم فخذ على سبيل المثال قوله (وَاسْلُكَ بِي مَسْلَكَ أَهْلِ الجَذْبِ ) ومسلك أهل الجذب هو " تقريب العبد بمقتضى العناية الإلهية المهيئة له كل ما يحتاج إليه في طي المنازل إلى الحق بلا كلفة وسعي منه " معجم إصطلاحات الصوفية للكاشاني




أما عن أصل هذه الزيادة ومصدرها 
فهي مناجاة للعارف الصوفي تاج الدين احمد بن محمد بن عطاء الله السكندري المتوفى عام 709 هــ قد أوردها في خاتمة كتابه الحكم الإلهية ثابتة النسبة له منذ عصره ومشهورة وعليها الشروح من قبل أتباعه ومريديه وأقدم شرح بين يدي عليها هو شرح العارف الصوفي محمد بن إبراهيم النفري المتوفى 792 هـ في غيث المواهب العليه شرح الحكم العطائية وأيضا شرح العارف الصوفي احمد الفاسي الشهير بزروق المتوفى 899 هـ 
فهي ليست مجهولة المصدر وليست مغمورة الذكر والمعرفة 
والذي أعلمه بحسب تتبعي أن أقدم مصدر مستقل نسب هذه الزيادة لدعاء عرفة هو الفيض الكاشاني المتوفى 1091 هـ في شروح الوافي 1/488 – 4/63 وفي المحجة البيضاء 8/36 وليس قبله من شواهد 


وبهذا يتلخص لدينا الآتي 
أقدم المصادر لدعاء عرفة لا تتضمن هذه الزيادة ( مصباح الزائر والنسخ العتيقة من إقبال الأعمال والبلد الأمين للكفعمي )

مصدر دخول هذه الزيادة إلى دعاء عرفة هو إحدى نسخ كتاب إقبال الأعمال قد دست فيه هذه الزيادة 

أقدم مصدر مستقل عن كتب الأدعية ينسب هذه الزيادة إلى دعاء عرفة إستنادا إلى هذه النسخة هو الفيض وهو متأخر عن إبن عطاء السكندري 382 سنة 

إتضح لدينا أن سياق الدعاء بالروايات قد تم عند تكرار الإمام للمناجاة بقوله يا رب يا رب فالزيادة غير متلائمه مع هذه الخاتمه  

إعتراضات وإشكالات عابرة
1. فإن قيل لم لا يكون إبن عطاء السكندري قد سرقها من نسخة الإقبال , قلنا فإنه يلزم من هذا أن نقول أيضا أن هناك من عبث بكل نسخ الإقبال الأخرى ومصباح الزائر فحذف هذه الفقرة من الدعاء وهذا ظاهر البطلان 

2. وإن قال قائل مسألة وجود الزيادات واردة وليس كل زيادة هي دس فرب حديث تجده عند الكافي وفي التهذيب زياده عليه , قلت إن الدعاء قد جاء بخاتمة والنسخ المتنوعه اتفقت على نهايته بقول المعصوم عليه السلام ( يا رب يا رب ) فالحالة المذكورة تتعلق بالفرق بين ما ورد في نسخ الإقبال العتيقة التي إنتهت بقول الإمام عليه السلام "يا رب" وبين مصباح الزائر الذي أورد تتمة الخبر بإنصراف الإمام والحجاج , لا أن ترد زيادة هي بحجم ثلث أو ربع الدعاء الأصل ونقول أنها زيادة في مصدر آخر

3. وإن قيل سلمنا بأن الزيادة ليست من أصل الدعاء لكن العلماء قالوا وزاد إبن طاووس , والمعهود عن السيد إبن طاووس أنه قد ألف بعض الأدعية في كتبه , فلما لا يقال بأن هذه الزيادة من تأليف السيد , قلنا إن هذا الظن ناشئ عن غفلة وعدم دراية في طبيعة هذه الزيادة فإنها وكما في النسخة المضافة أتت ملتحمة بالدعاء هكذا    ( وأنت على كل شئ قدير ، يا رب يا رب إلهي أنا الفقير في غناي ، فكيف لا أكون فقيرا في فقري .. إلى آخر الزيادة ) وهذا الإستهلال في الزيادة يتضارب مع هذه الخاتمة 

كما وأن تأليف السيد للأدعية لم يكن بطريقة الإدراج والإلحاق والزيادة على أدعية المعصومين عليهم السلام , كلا وحاشاه عن ذلك , بل إن السيد يقوم بتمييز أدعيته بالتعليق عليها ويعنون لها كما في مهج الدعوات وغيره فهذا القول ناتج عن عدم دراية في منهج السيد في كتبه وعنايته في الرواية والنقل , بل عن خيال وتخرص



هذا آخر ما اردت تسطيره في هذه الرسالة راجيا من الله العلي القدير أن ينفعنا بها والمؤمنين
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين



كتبه العبد الضعيف : يسار عوض الهندال - ابو ياسين
28 ذو القعدة 1436 -  12/9/2015

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

كشف اللبس في كلام السيد عبد الله الموسوي بخصوص عيد الفطر لعام 1433

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد واله الطاهرين وسلم




نبارك للجميع حلول عيد الفطر السعيد أعادنا الله عليه وعلى الصيام وعلى جميع المناسبات الاسلامية المباركة



كعادة الشهور العربية القمرية يحصل الخلاف حول مسألة الإستهلال لإختلاف المباني الفقهية التي يفتي من خلالها المراجع أعزهم الله 

وكذلك بسبب طرق وصول الأخبار للعوام

وفي نفس الوقت يقع الخطأ في التعييد بسبب بعض اللبس الذي قد يقع في كلمات أهل العلم والخطابة من المبلغين


فالمسألة الأولى تطرق لها سماحة السيد عبد الله الموسوي في خطبة العيد وبنفس الوقت قام بذكر أدلة تمكن مقلدي سماحة المرجع السيد السيستاني من التعييد 

وقع فيها الخطأ في التطبيق

إلا أن ذلك أدى إلى وجود الشكوك لدى بعض المؤمنين الذين أكملوا عدة الشهر المبارك وصاموا يوم 19 - 8 - 2012 مع أن فعلهم صحيح بإذن الله تعالى 


ونحن هنا إن شاء الله نتتبع مواضع اللبس لكشفه وبيان الجواب عنه تأكيدا على صحة صيام مقلدي المرجع السيد السيستاني ومن قالوا بإشتراط إتحاد الأفق والرؤية بالعين المجردة


وبالله التوفيق




مدار كلام السيد الموسوي في إمكان مقلدي المرجع السيد السيستاني حفظه الله أن يعيدوا في يوم الأحد ملخص في


1. ان مكتب المرجع السيد السيستاني يقول بمجرد عدم ثبوت العيد عنده , وأن من ثبت عنده العيد فهو حجة له وقد أعلن من يمكن الرجوع إليه في الإثبات من وكلاء السيد السيستاني رؤية الهلال مثل القائم على المجلس الشيعي الأعلى في لبنان 


2. أن السيد السيستاني يفتي بأنه ليست من وظيفة المرجعية الحكم بثبوت الهلال فلا يجب إتباعها في ما تعلنه من عدم الثبوت

وأنه اذا ثبتت الرؤية عند مرجع آخر وإطمئن لها المقلد يمكنه أن يأخذ بها وتكون حجة له , وقد أعلن مكتب السيد الخامنئي شهادة الشهود بالرؤية بالعين المجردة والمسلحة وعند العلماء أن البلاد الشرقية حجة على البلاد الغربية في الرؤية 

3. البيان الذي أصدره المجلس العلمائي في البحرين والذي نص على عدم ثبوت الرؤية في البحرين ومحيطها وبنفس الوقت نقل شهادة الرؤية عند مكتب السيد الخامنئي



مقطع الفيديو لخطبة السيد عبد الله الموسوي


إضغط هنا للمشاهدة
وهذا بمجموعه لا يتعدى الخطأ في التطبيق وبيان ذلك في الآتي :



الرد على أولا : 


1 : الرؤية التي تؤخذ من غير مكتب السيد المرجع لكي تكون مقبولة يجب أن تنطبق عليها أحكام الثبوت كاملة من الإتحاد بالأفق بين الوكيل المعلن وموطن المقلد وأن تكون بالعين المجرده وهذا غير معلوم إنطباقه على إعلان المجلس الشيعي الأعلى في لبنان

2 : ليس بالضرورة أن يكون إعلان وكيل المرجع للرؤية منطبق على فتوى المرجع الموكل عنه إن لم يعلن ذلك وهذا نلمسه في الكويت مثلا حيث أن السيد محمد باقر المهري وكيل للسيد السيستاني وغيره من المراجع إلا أنه يعيد في الأيام التي لا تثبت بها الرؤية لدى السيد السيستاني وذلك إعتمادا على فتوى السيد الخوئي في وحدة الأفق والتي هي على حسب فتوى المرجع الذي يقلده (أي الوكيل ) وإعتمادا على الإتصالات التي ترده من أفريقيا وأمريكا الجنوبية فهنا يقع اللبس على العوام 




الرد على ثانيا 

1 : شهادة الرؤية بالعين المجردة في مكتب السيد الخامنئي معارضة بشهادة الآلاف ممن لم يتمكنوا من الرؤية خاصة من البلاد التي في غرب الجمهورية الإسلامية 
2 : وهي كذلك معارضة بحسابات الفلكيين التي تنص على أن الرؤية مستحيلة بالعين المسلحة فضلا عن العين المجردة والرؤية في الجمهورية الاسلامية يستخدم في سبيل إثباتها حتى المناطيد وليس المكبرات عالية التقنية والقدرات الثابته أرضياً لذلك هي تخطت حسابات الفلكيين النافين للرؤية المسلحة

وهذا مخطط رؤية الهلال من موقع أجنبي محايد يوضح تولد الهلال ومجال الرؤية على درجاتها

سواء بالعين المسلحة أو امكانية الرؤية بالعين المجردة في الظروف الجوية المناسبة والإمكانية للرؤية بالعين المجردة بشكل واضح حتى مع عدم صفاء الجو 

إضغط هنا للمشاهدة

والمخطط يثبت إستحالة الرؤية بالعين المجردة في شبه الجزيرة العربية وكذلك إيران فضلا عن أوروبا 

وعند الفقهاء أن شهادة الفلكيين وحساباتهم مقدمة عند النفي , على الشهادة بالرؤية وعندهم أن حسابات الفلكيين في إمكان الرؤية وإثباتها تعد قرينة على صدق شهادة الرؤية بالعين المجردة وهنا شهادة الفلكيين في صالح النفي 

3. لو كانت الشهادة بالرؤية بالعين المجرده عند مكتب السيد الخامنئي متوافقه مع الإعتبارات التي تثبت بها الرؤية لدى السيد السيستاني  لكانت حجة للسيد السيستاني نفسه حيث أن الرؤية في الشرق حجة على أهل الغرب وإيران هي في شرق العراق
إلا أنها لم تكن مقبولة هذه الشهادة وببساطة لعدم سلامتها من المعارضة في النفي 



الرد على ثالثا 
إعلان المجلس العلمائي في البحرين تضمن إقرار عدم رؤية الهلال في البحرين وما إتحد معها في الأفق في نفس الوقت الذي نقل فيه الرؤية المجردة عند مكتب السيد الخامنئي فيكون بنفس الوقت معارضا لشهادة تلك الرؤية لأن إيران هي في شرق البحرين وحيث لم تثبت في الغرب بعد ثبوت الشرق تكون معارضة 




وقبل الختام نؤكد على أن :

- اعلان الوكيل لمرجع ما , إثبات الرؤية ليس له إعتبار للمقلد إلا إذا أقر الوكيل أنه مطابق لأحكام ثبوت الهلال لدى مرجع التقليد 

- من شروط قبول الشهادة بالرؤية بالعين المجردة سلامتها من المعارضة من قبل كل من
أولا الفلكيين وحساباتهم ثانيا المستهلين النافين للرؤية في نفس الأفق 

في الحديث الصحيح عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال :
إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فافطروا ، وليس بالرأي ولا
بالتظني ولكن بالرؤية . قال : والرؤية ليس أن يقوم عشرة فينظروا
فيقول واحد هو ذا هو وينظر تسعة فلا يرونه إذا رآه واحد رآه عشرة
آلاف . وإذا كانت علة فأتم شعبان ثلاثين .

وفي الصحيح ايضا عن عثمان بن الخزاز عن أبي عبد الله عليه السلام قال : 
قلت له : كم يجزئ في رؤية الهلال ؟ فقال : إن شهر رمضان فريضة من فرائض
الله فلا تؤدوا بالتظني وليس رؤية الهلال أن يقوم عدة فيقول واحد
قد رأيته ، ويقول الآخرون لم نره . إذا رآه واحد رآه مائة ، وإذا
رآه مائة رآه ألف . ولا يجزئ في رؤية الهلال إذا لم يكن في السماء
علة أقل من شهادة خمسين ، وإذا كانت في السماء علة قبلت شهادة
رجلين يدخلان ويخرجان من مصر 

أما وقد إنكشف اللبس وبان موضع الخلل في الكلام 

فالثابت صحة موقف مقلدي المراجع المفتين بشرط إتحاد الإفق والرؤية بالعين المجردة الذين أتموا صيام الشهر الفضيل لعدم ثبوت الرؤية على حسب الفتوى


هذا وصلى الله علي محمد وآله
والحمد لله رب العالمين

الأربعاء، 16 مايو 2012

ليلة الرغائب صلاتها وصيامها بين الرغبة فيها والرغبة عنها



( ليلة الرغـائـب , صلاتها وصيامها )

بين الرغبة فيها والرغبة عنها

هذه رسالة مختصرة في صلاة الرغائب حثني على كتابتها أحد الأخوة الأكارم
 قبل دخول شهر رجب المرجب , وأنا ذا أمتثل لرغبته فأنقل الأقوال فيها وأبدأ بذكر روايتها وتاريخها ومصدرها الأول وكيفية دخولها لتراث أتباع أهل البيت عليهم السلام على نحو من الإختصار والإقتضاب ومن خلال ذلك تتضح الرؤية جلياً بخصوصها من حيث الرغبة فيها أو عنها واللـه ولي التوفيق .

متن الرواية :
ورد في إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس رحمه اللـه ت 664 هـ
( وجدنا ذلك في كتب العبادات مرويا عن النبي صلى اللـه عليه وآله ، ونقلته أنا من بعض كتب اصحابنا رحمهم اللـه فقال في جملة الحديث عن النبي صلى اللـه عليه وآله في ذكر فضل شهر رجب ما هذ لفظه :
ولكن لا تغفلوا عن اول ليلة جمعة منه ، فانها ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب ، وذلك انه إذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك في السماوات والأرض الا يجتمعون في الكعبة وحواليها ، ويطلع اللـه عليهم اطلاعة فيقول لهم : يا ملائكتي سلوني ما شئتم ، فيقولون : ربنا حاجتنا اليك ان تغفر لصوام رجب ، فيقول اللـه تبارك وتعالى : قد فعلت ذلك . ثم قال رسول اللـه صلى اللـه عليه وآله : ما من احد صام يوم الخميس اول خميس من رجب ثم يصلى بين العشاء والعتمة اثنتى عشرة ركعة ، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة ، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و ( انا انزلناه في ليلة القدر ) ثلاث مرات ، و ( قل هو اللـه احد ) اثنتي عشرة مرة فإذا فرغ من صلاته صلى علي سبعين مرة ، يقول : اللـهم صل على محمد النبي الامي وعلى آله ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة : سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، ثم يرفع رأسه ويقول : رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلي الاعظم . ثم يسجد سجدة اخرى فيقول فيها مثل ما قال في السجدة الاولى ، ثم يسأل اللـه حاجته في سجوده ، فانه تقضى ان شاء اللـه تعالى . ثم قال رسول اللـه صلى اللـه عليه وآله : والذي نفسي بيده لا يصلي عبد أو أمة هذه الصلاة الا غفر اللـه له جميعا ذنوبه ، ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر وعدد الرمل ووزن الجبال وعد ورق الاشجار ، ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من اهل بيته ممن قد استوجب النار ، فإذا كان اول ليلة نزوله الى قبره بعث اللـه إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق ، فيقول : يا حبيبي ابشر فقد نجوت من كل شدة ، فيقول : من انت فما رأيت احسن وجها منك ولا شممت رائحة أطيب من رائحتك ؟ فيقول : يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة التي صليتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا ، جئت الليلة لأقضي حقك وآنس وحدتك وارفع عنك وحشتك فإذا نفخ في الصور ظللت في عرصة القيامة على رأسك وانك لن تعدم الخير من مولاك ابدا )

الفصل العاشر من الباب الثامن ما يخص شهر رجب من إقبال الأعمال .



تاريخ الرواية ومصدرها الأول :
قال الفتني ت986 هـ في تذكرة الموضوعات ( قال علي بن إبراهيم حدثت صلاة الرغائب بعد المائة الرابعة والثمانين سنة ) 1 / 44


 وأقدم من وجدته قد أثبتها  في الكتب هو الإمام الغزالي الشافعي الأشعري ت 505 هـ  في كتابه إحياء علوم الدين حيث قال: ( فهذه صلاة مستحبة وإنما أوردناها في هذا القسم لأنها تتكرر بتكرر السنين وإن كانت رتبتها لا تبلغ رتبة التراويح وصلاة العيد لأن هذه الصلاة نقلها الآحاد ولكني رأيت أهل القدس بأجمعهم يواظبون عليها ولا يسمحون بتركها فأحببت إيرادها ) 1 – 394

ثم إن جميع من تلا الغزالي نسبها لرزين بن معاوية السرقسطي ت 535 هـ  حتى قال الحافظ العراقي ت 806 هـ في تخريجه لأحاديث الإحياء للغزالي قال ( أورده رزين في كتابه وهو حديث موضوع ) هامش المصدرالسابق

وسبقه في ذلك إبن الإثير ت 606 هـ فقال في كتابه جامع الأصول ( هذا الحديث مما وجدته في كتاب رزين ولم أجده في أحد من الكتب الستة والحديث مطعون فيه ) 1 / 4321

والإسناد المروي لهذه الرواية أخرجه الإمام إبن الجوزي ت 597 هـ  في كتاب الموضوعات فقال ( هذا حديث موضوع على رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم، وقد اتهموا به ابن جهيم ونسبوه إلى الكذب، وسمعت شيخنا عبد الوهاب الحافظ يقول: رجاله مجهولون ، وقد فتشت عليهم جميع الكتب فما وجدتهم ) 2 / 125 

وزاد الحافظ الذهبي ت 748 هـ في تلخيصه لكتاب الموضوعات فقال ( بل لعلهم لم يخلقوا ) 1 / 185
إشارة إلى وضع الإسناد والمتن معاً

فأول من عرفها هم أهل القدس وأقدم من نقل عنه الإشارة إليها هو الغزالي والمؤرخ لسنة المعرفة بها 480 هـ في رواية مطعون فيها مجهولون رواتها

أقدم المصادر الشيعية في ذكر الرواية :
قدمنا الرواية عن السيد ابن طاووس ت 664 هـ  في كتابه إقبال الأعمال وهو أقدم مصدر عندنا نقلها وقد قال ( وجدنا ذلك في كتب العبادات مرويا عن النبي صلى اللـه عليه وآله ، ونقلته أنا من بعض كتب اصحابنا رحمهم اللـه ) فإعلم أن للسيد ابن طاووس عناية خاصة في الإسناد ولو أنه وجدها مسندة بالرجال لنقل الإسناد لتقويتها فالظاهر أنه وجدها هكذا مرسلة

وقد قام تلميذه العلامة الحلي الحسن بن يوسف المطهر ت 726 هـ بنقل الرواية في إجازته الكبيرة في الرواية لبني زُهرة بالإسناد حيث قال ( ومن ذلك ذكر صلاة الرغائب روى صفتها الحسن بن الدربي ، عن الحاج الصالح مسعود بن محمد بن أبي الفضل الرازي المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام كان قرأها عليه في محرم سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة قال: اخبرني الشيخ زين الدين ضياء الاسلام أبو الحسن علي بن عبد الجليل العياضي الرازي ببلد الري في أول شهر رجب من سنة أربع وأربعين وخمسمائة قال: اخبرني شرف الدين المنتجب بن الحسن بن علي الحسني قال: اخبرني سديد الدين أبو الحسن علي بن الحسن الجاسبي قال: أخبرنا المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري الخزاعي بالري قال: حدثنا أبو عبد اللـه الحسين بن علي ، عن الحاج سموسم  قال: حدثنا أبو الفتح بن رجاء بن عبد الواحد الأصفهاني قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن راشد بندار الشيرازي قال: حدثنا أبو الحسن الهمداني  قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد البصري قال: حدثني أبي قال: حدثني خلف بن عبد اللـه الصنعاني قال: حدثني حميد الطوسي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللـه صلى اللـه عليه وآله وسلم: .... وذكر الرواية )

بحار الأنوار جزء الإجازات 104 / 123 – 126

وهو يلتقي مع إسناد ابن الجوزي بعلي بن محمد البصري بنفس الإسناد ودون الحاجة لتفحص رجاله فهو إسناد سني وعلماء السنة يجهلون رجاله فضلا عن أحوالهم من الوثاقة , فكيف بعلماء الرجال الشيعة الأغراب عنهم .



كيفية دخولها لتراث أتباع أهل البيت :
لن تجد لهذه الصلاة أي أثر عند سلف علماء الشيعة الأوائل كالكليني ت 329 هـ والصدوقين الاول ت 392 هـ والثاني ت 381 هـ والمفيد ت 413 هـ وابو الصلاح الحلبي ت 447 هـ أو اوشيخ الطائفة الطوسي ت 460 هـ و وإبن براج ت 481 هـ وإبن حمزة الطوسي ت 560 هـ وإبن إدريس الحلي ت 598 هـ والمحقق الحلي ت 676 هـ ولا العلامة الحلي ت 726 هـ مع أنه قد روى هذه الصلاة في الإجازة لبني زهرة كما تقدم

فهي مما أدخل على تراث المذهب من المصادر الأجنبية عنه وقد إنتشرت في المصنفات والكتب عن طريق كتاب إقبال الأعمال دخلت الرواية في كتب الدعاء ككتابي المصباح والبلد الأمين للكفعمي ت 905 هـ , والمتأخرين كالشيخ عباس القمي ومن أتى بعده

وكذلك دخلت في كتب الرواية والحديث عن طريق إجازة العلامة الحلي إلى أمثال وسائل الشيعة للحر العاملي ت 1104 هـ وبحار الأنوار للعلامة المجلسي  ت 1111 هـ وجامع أحاديث الشيعة وموسوعة أحاديث أهل البيت عليهم السلام 

والسبب الأول هو محاولة الجمع والعمل الموسوعي .

وأيضا قد تسللت إلى كتب الفقه كما في سداد العباد للشيخ حسين آل عصفور البحراني 1216 هـ , وكلمة التقوى للشيخ محمد امين زين الدين 1419 هـ 

ومنفذ دخولها هنا هو قاعدة التسامح في أدلة السنن
وهي عند المتأخرين من المراجع مردودة غير منتهضة , وكذلك لا تنطبق على هذه الرواية لأن إسنادها ومصدرها أجنبي عن المذهب

لذلك قال الشيخ التستري ت 1415 هـ كما في كتابه "النجعة"  في شرح اللمعة ( وأما باقي صلوات .... فلا عبرة بلا فلا بد من كونها عامية .. إلى قوله .. وكذلك صلاة الرغائب .... لا عبرة بها لكون الأصل في روايتها العامة )
 3 \ 103                يقال إنتجعه أي طلب خيره وأصل النجعه البحث عن الكلأ .


ونص قول أهل العامة في هذه الصلاة كما قال النووي ت 676 هـ في شرحه على صحيح مسلم ( وإحتج به العلماء في كراهة هذه الصلاة المبتدعة التي تسمى الرغائب قاتل اللـه واضعها ومخترعها فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها وتضليل مصليها ومبتدعها ودلائل بطلانها وتضلل فاعلها أكثر من أن تحصر ) 8 \ 20

فيا أخي المؤمن هذه هي نشأة هذه الصلاة وهذا هو تاريخها وهذه هي أسباب دخولها في المذهب وهذا هو أصلها وهذه هي أقوال العلماء في بدعيتها وخطأ من عكف عليها عند العامة قبل الخاصة
فهل نقبل لأنفسنا أن نقع في ما تبرأ منه أهله مما نقل إلينا عنهم ومن طريقهم وكتبهم
مع أن تراثنا فيه الكفاية والغنى وللـه الحمد

سددنا اللـه وإياكم لما فيه صلاح حالنا وفلاح مآلنا
والحمد للـه تعالى وحده والصلاة على من لا نبي بعده وعلى آله ما كتب الثواب ملك وعده

كتبه  / ابو ياسين الهندال – 14 جمادى الآخرة 1433 هـ  ,  6/5/2012 م

الجمعة، 2 مارس 2012

الدعاء للحجة ع بالمكنة قبل المتعة

بسم الله الرحمن الرحيم 


اللهم صل على محمد واله وسلم







في الدعاء المشهور بالفرج للإمام الحجة عليه السلام
قولنا 
" حتى تسكنه ارضك طوعا
و[تمتعه] فيها طويلا "
كما في الكافي الشريف للكليني ت ٣٢٩ هـ وفي اغلب المصادر التي تبعته

ولكن قد ورد في تهذيب الاحكام للطوسي ت ٤٦٠ هـ

" حتى تسكنه ارضك طوعا
و[تمكنه] فيها طويلا "

والجميع يروي عن محمد بن عيسى
والطوسي نفسه في مصباح المتهجد
تابع الكليني بلفظ "تمتعه"

ومَتَعَ بمعنى إنتفع
وقال تعالى 
ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا
من التعمير

ومَكَنَ بمعنى قدر
وقال تعالى
الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ
اي سلطناهم واقدرناهم على ..
  
وعليه يظهر ان التمتع والاستنفاع من الشيء
لا يقتضي التسلط عليه والتمكن منه

فانت قد تستمتع في السلعه وهي ليس بالضروره تمتلكها
ولكنك اذا تمكنت منها بالتأكيد استمتعت فيها


وعليه الاولى علينا ان نجمع بين الصيغتين

فنقول

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن
صلواتك عليه وعلى آبائه
في هذه الساعة
وفي كل ساعه
ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً
حتى تسكنه ارضك طوعا
وتمكنه وتمتعه فيها طويلاً
برحمتك يا ارحم الراحمين

والسلام ختام 

الجمعة، 2 ديسمبر 2011

عاشوراء .. عنوان للفرح والسرور أم للألم والفجيعة



بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلّ على محمد واله الطاهرين وسلم


من منابع الأسى ودواعي الأسف ملاحظة المحاولات المتتابعة في إلصاق عنوان الفرح والسرور والسعادة 
بيوم عاشوراء هذا يوم فاجعة آل البيت عليهم السلام التي لم يمر في التاريخ مثلها 


والمحزن أكثر أن هذا العنوان الذي يتم إحياؤه هو من أطلال النواصب الذين قتلوا أهل البيت عليهم السلام
وفعلوا فيهم من الفجائع والسبي والإهانة الأفاعيل والعجائب التي يندى لها جبين الأحرار 


قال إبن كثير في البداية والنهاية 
( وقد عاكس الرافضة والشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام، فكانوا إلى يوم عاشوراء يطبخون الحبوب ويغتسلون، ويتطيبون، ويلبسون أفخر ثيابهم، ويتخذون ذلك اليوم عيداً يصنعون فيه أنواع الأطعمة، ويظهرون السرور والفرح، يريدون بذلك عناد الروافض ومعاكستهم‏.)‏ "مقتل الحسين أحداث سنة إحدى وستون"


وقال أيضا 
( فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتله رضي الله عنه، فإنه من سادات المسلمين، وعلماء الصحابة، وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أفضل بناته، وقد كان عابداً وشجاعاً وسخياً ) 8 - 221


ولكن عناوين الفرح في عاشوراء في هذه الأيام أخذت عناوين أخرى
منها 
العنوان الأول : الفرح بنجاة موسى وهارون من كيد فرعون وجنوده
والصحيح أن هذا الفرح هو فرح لنجاة بني أسرائيل أسلاف اليهود وليس فرحا على نجاة موسى وهارون عليهما السلام
فإن الله تعالى قال في صريح الكتاب العزيز
( قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ 35 وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ 36 قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ 37 ) القصص


وهذا صريح في أن موسى عليه السلام في مأمن من كيدهم وأنه ومن تبعه هم الغالبون
وحتى في الروايات كان الفرح على نجاة بني إسرائيل ففي البخاري 
 ( 1900 - عنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ )
فالفرح بعنوان نجاة بني إسرائيل أسلاف اليهود لا بنجاة موسى وهارون اللذان آمنهما الله ووعدهما بالغلبة






العنوان الثاني : أن صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية
وهذا من الغرائب والعجائب لعدة أسباب 


أولها أنه لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين الفرح فيه لأنه يكفر السنة الماضية فهو عنوان مبتدع


ثانيها صيام يوم عاشوراء لم يشتهر أنه يكفر السنة الماضية أو أن له ذاك الفضل والأجر
بدليل ترك الرسول صلوات الله عليه واله صيامه وتابعه بذلك الصحابة حيث تركوا صوم يوم عاشوراء


ففي صحيح البخاري ومسلم 
1127 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ إِلَى الْغَدَاءِ فَقَالَ أَوَلَيْسَ الْيَوْمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ قَالَ وَهَلْ تَدْرِي مَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ  وَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ تَرَكَهُ وَحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَالَا فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تَرَكَهُ "هذه رواية مسلم"


فلو كان هذا الفضل لعاشوراء ثابتا لما ترك بل لبقي الترغيب فيه لفضله
وكذلك عن عبد الله بن عمر أنه تركه ولم يكن يصومه لنفسه
ففي الصحيحين
1793 - عنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ  صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يَصُومُهُ إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ صَوْمَهُ 
وفي مسلم 1126


تركه الصحابة لأن الرسول تركه صلوات الله عليه واله
ففي صحيح مسلم 1128 - عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ  كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَيَحُثُّنَا عَلَيْهِ وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ لَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ 


فإن كان الحديث الوارد في فضل صيام عاشوراء موجودا ومرويا ومعروفا عند الصحابة لكانوا تمسكوا بالصيام لهذا الفضل
مثل شأن أيام شعبان والليالي البيض ومثل العشر الأوائل من ذي الحجة ويومي الخميس والإثنين وغيرها من الأيام التي كانوا يصومونها 


ولعل قائلا يقول قد وصلنا الحديث وهو حجة لنا أمام ترك الرسول صلوات الله عليه واله وترك الصحابة
فنقول إن حديث فضل صيام يوم عاشوراء وأنه يكفر السنة الماضية الأمر الذي يفرح البعض في عاشوراء حديث ضعيف وإن ورد في صحيح مسلم وغيره من الكتب


فإن الروايات تنحصر في عبد الله بن معبد الزماني عن الصحابي أبي قتادة الأنصاري
وقد قال البخاري فيه ( ولا يعرف سماع عبد الله بن معبد من أبي قتادة ) التاريخ الكبير 3 - 68 , الضعفاء للعقيلي 2 - 305 , الكامل في الضعفاء , 4 - 224 
, ميزان الإعتدال 2 - 507


لذلك تفعيل عنوان الفرح والسرور بيوم عاشوراء على تكفيره ذنوب السنة الماضية مما لا أصل له ولا اساس






ومن أغرب العناوين في الفرح يوم عاشوراء
كونه يوم فوز الحسين عليه السلام بالشهادة وأنه يوم الإستبشار
فيا للعجب العجاب وهذا الأمر إن دل فهو يدل على البعد عن الحسين وعن الجهل به وبما جرى عليه من المحنة العظيمة والمأساة المفجعة 


قال إبن عباس كما في مسند أحمد 
2166 -عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ بِنِصْفِ النَّهَارِ أَشْعَثَ أَغْبَرَ مَعَهُ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ يَلْتَقِطُهُ أَوْ يَتَتَبَّعُ فِيهَا شَيْئًا 
قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا قَالَ دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ لَمْ أَزَلْ أَتَتَبَّعُهُ مُنْذُ الْيَوْمَ قَالَ عَمَّارٌ فَحَفِظْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ فَوَجَدْنَاهُ قُتِلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ
قال إبن كثير في تاريخه 8 - 202 إسناده قوي وقال وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9 - 196 رجال أحمد رجال الصحيح وقال الوادعي في صحيح دلائل النبوة - صحيح على شرط مسلم


فهذا حال رسول الله صلوات الله عليه واله في هذا اليوم والحديث المشهور من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل بي ( قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7 - 184 رجاله ثقات )


وفي مسند أحمد 
649 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ  سَارَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ صَاحِبَ مِطْهَرَتِهِ فَلَمَّا حَاذَى نِينَوَى وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى صِفِّينَ فَنَادَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بِشَطِّ الْفُرَاتِ قُلْتُ وَمَاذَا قَالَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَغْضَبَكَ أَحَدٌ مَا شَأْنُ عَيْنَيْكَ تَفِيضَانِ قَالَ بَلْ قَامَ مِنْ عِنْدِي جِبْرِيلُ قَبْلُ فَحَدَّثَنِي أَنَّ الْحُسَيْنَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الْفُرَاتِ قَالَ فَقَالَ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ أُشِمَّكَ مِنْ تُرْبَتِهِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ فَمَدَّ يَدَهُ فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَعْطَانِيهَا فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ أَنْ فَاضَتَا 


قال أحمد شاكر 2-60 اسناد صحيح والبوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 7-238 والشوكاني في در السحابة 235 


فهل هذا يوم فرح وإستبشار أم يوم شدة وحزن تذرف فيه الدموع ويصاب المؤمن فيه بالكآبة والإنقباض
والروايات كثيرة في شدة هذا اليوم وفي بكاء الرسول صلوات الله عليه واله بسببه


لا لوم على من جهل بأحوال الحسين وفي فاجعة كربلاء وما جرى على أهل البيت عليهم السلام في ذلك من التقتيل والتنكيل والتعذيب والسبي والإهانة والفجيعة
ولكن في نفس الوقت لا يحق لمن يجهل هذه الأمور أن ينسب نفسه للحسين ومودته ولولايته ومشايعته وأن يطلب من الله العلي القدير أن يحشره معه يوم القيامه


فإن من المودة المفروضة علينا تجاه الحسين عليه السلام أن نواسيه وأن نهتم بأمره وبمصابه
لا أن نفرح بكون اليهود قد نجاهم الله من كيد فرعون
أو أن نفرح لكون يوم عاشوراء متروكٌ صيامه 
أو أن نفرح لأن الحسين عليه السلام شهد تقتيل أبناءه أمامه وفي حضنه وتقتيل إخوانه وأبناء عمومته وأصحابه وأتباعه وأنه تعرض للتعطيش 
ومن ثم قتل كما يقتل الكبش وتعرض جسده الشريف الطاهر للتنكيل والمثلة وطحنت أضلاعه بحوافر الخيول وسُبيت حرائره وبناته إلى الشام 


فشتان ما بين من يفرح لقتل الحسين سواءً من يفرح له أو تشفيا منه


وبين من مات كمدا وحزنا عليه 


قال الذهبي في ترجمة ام المؤمنين أم سلمة

أم المؤمنين السيدة المحجبة، الطاهرة، هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله
وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسبا.
وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين.....
عمرت حتى بلغها مقتل الحسين، الشهيد، فوجمت لذلك، وغشي عليها، وحزنت عليه كثيرا.
لم تلبث بعده إلا يسيرا، وانتقلت إلى الله. ) 2-202





أقول 
فإنا لله وإنا إليه راجعون 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

صيام عاشوراء .. بين ترك الرسول والصحابة ودعوة وذكر الرفاعي


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد واله وسلم

طالعنا مركز وذكر بإعلان في جريدة الوطن في عدد تاريخ 30 – 11 – 2011 بخصوص صيام يوم عاشوراء وتحديده في أي الشهور وهذا الإعلان يفتح الباب على فقه صيام يوم عاشوراء الأمر الذي يتحاشاه البعض وبشدة


ومركز وذكر وصاحبه لما كان همهم البالغ هو الإرشاد والتوجيه أصبحوا يكتفون بما يرشح على سطح الفقه والشريعه دونما دراية ومعرفة وهذا هو الواقع حيث يتم الإكتفاء ببعض متون الروايات دون درايتها
ولما كان الواجب علينا أن لا ننهج نهجهم في النظر السطحي دون التعمق وجب علينا معرفة فقه صيام عاشوراء وتاريخه والأقوال فيه
- لذا سننقل الروايات الخاصة بموضوع صيام عاشوراء حتى نكون على دراية بالموضوع دون الإكتفاء برواية أو روايتين ولا بأس من إجمال كتقديم دون ذكر للخلاف , إستنادا على ماهو موجود بين أيدينا من روايات في أصح كتابين ( البخاري ومسلم ) من الكتب التي يأخذ بها صاحب مركز وذكر

فنقول إن صيام يوم عاشوراء كان على شريعة موسى عليه السلام والعرب في الجاهلية أخذت به لسبب ما , ثم إن الرسول صلوات الله عليه واله لما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه فأكد على صيامه قبل فرض صيام شهر رمضان المبارك , ثم لما كان فرض صيام شهر رمضان ترك النبي صلوات الله عليه واله صيامه فتركه من بعده الصحابة وإمتنع بعضهم تعمدا كما سيأتي بيانه

حتى جاءنا اليوم الرفاعي ليبذل كل جهده في سبيل إحياء ما تُرك وأُهمل
ولا يلام إن كان يقصد الله تعالى في ذلك , ولكن هيهات فالمقصد صريح وجلي وهو معاكسة الشيعة بدليل التأكيد على معنى الفرح والسرور في الوقت الذي يحزن فيه أتباع أهل البيت عليهم السلام على المصاب الذي جرى عليهم

وإليك الروايات التي يستند عليها التقديم السابق

- الطائفة الأولى بخصوص عرب الجاهلية ومعرفتهم بصيام هذا اليوم وصيام الرسول صلوات الله عليه واله فيه بعد الدعوة فقد ورد عن عائشة زوج النبي صلوات الله عليه واله
- كما رواه البخاري قالت : كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان ، وكان يوما تستر فيه الكعبة ، فلما فرض الله رمضان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شاء أن يصومه فليصمه ، ومن شاء أن يتركه فليتركه .
- وأوضح منه عنده : أن قريشا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من شاء فليصمه ومن شاء فليفطره "

- وعند مسلم - قالت : كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه . فلما هاجر إلى المدينة ، صامه وأمر بصيامه . فلما فرض شهر رمضان قال : " من شاء صامه ، ومن شاء تركه " . قال وفي رواية : بهذا الإسناد . ولم يذكر في أول الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه وقال في أخر الحديث : وترك عاشوراء . فمن شاء صامه ومن شاء تركه ولم يجعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم

* وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب
- عند البخاري قال : كانت عاشوراء يصومه أهل الجاهلية ، فلما نزل رمضان ، قال : ( من شاء صامه ، ومن شاء لم يصمه ) .
- وعند مسلم قال : أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء . وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه والمسلمون . قبل أن يفترض رمضان , فلما افترض رمضان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن عاشوراء يوم من أيام الله . فمن شاء صامه ومن شاء تركه " .

ولكن هذا المعنى يصطدم بالروايات التي تنص على أن معرفة الرسول صلوات الله عليه واله بصيام عاشوراء ومناسبته كانت بعد قدومه المدينة وملاحظته لصيام اليهود

* روايات في بيان أن صيام عاشوراء كان في عهد موسى عليه السلام وهو في شريعة اليهود
- عن عبد الله بن عباس قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وجد اليهود يصومون عاشوراء
( يوم عاشوراء عند مسلم ) ، فسئلوا عن ذلك ، فقالوا : هذا اليوم الذي أظفر ( أظهر عند مسلم ) الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ، ونحن نصومه تعظيما له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نحن أولى بموسى منكم ) . ثم أمر بصومه ( فأمر عند مسلم ) رواه البخاري ومسلم
_ في هذه الرواية دلالة على أن الصيام إبتداءً من فعل اليهود
_ وفي لفظ عند البخاري عن إبن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ، وجدهم يصومون يوما ، يعني عاشوراء ، فقالوا : هذا يوم عظيم ، وهو يوم نجى الله فيه موسى ، وأغرق آل فرعون ، فصام موسى شكرا لله ، فقال : ( أنا أولى بموسى منهم ) . فصامه ، وأمر بصيامه .
* أقول في هذه الرواية دلالة على أنه من فعل موسى عليه السلام أي الصيام

وعند البخاري - عن أبي موسى الأشعري : كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فصوموه أنتم ) .
- وعند مسلم : كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء . يتخذونه عيدا . ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فصوموه أنتم " .

* أقول في هذه الروايات يتضح أمر الرسول صلوات الله عليه واله للصحابة بالصيام وهي تنص على أن صيام الرسول لهذا اليوم بعد قدومه من مكه والمفترض أنه صام ذلك اليوم في المدينة بحسب معرفته بهذا اليوم في مكة وبحسب معرفة العرب الجهلاء به قبل أن يعرف بصيام اليهود والمناسبة والمفترض أنه أمر بالصيام كذلك
* إلا أن الروايات المتقدمة لا تساعد على معرفة الرسول صلوات الله عليه واله بهذا الصيام قبل سؤال اليهود

- روايات أمر المسلمين بصيام عاشوراء
- أخرج البخاري عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا ينادي في الناس يوم عاشوراء : إن من أكل فليتم ، أو فليصم ، ومن لم يأكل فلا يأكل .
- وعند مسلم عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم يوم عاشوراء . فأمره أن يؤذن في الناس : من كان لم يصم ، فليصم . ومن كان أكل ، فليتم صيامه إلى الليل .

وعن الربيع بنت معوذ عند البخاري قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ، ومن أصبح صائما فليصم . قالت : فكنا نصومه بعد ، ونصوم صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار .

وعند مسلم قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار ، التي حول المدينة : من كان أصبح صائما ، فليتم صومه . ومن كان أصبح مفطرا ، فليتم بقية يومه . فكنا ، بعد ذلك ، نصومه . ونصوم صبياننا الصغار منهم ، إن شاء الله . ونذهب إلى المسجد . فنجعل لهم اللعبة من العهن . فإذا بكى أحدهم على الطعام ، أعطيناها إياه عند الإفطار .

* إلى هنا يُفهم من هذه الأحاديث جميعا بغض النظر عن التعارض والخلاف بينها أن صيام عاشوراء ظهر وتمت الدعوة له عند المسلمين في المدينة بعد الهجرة قبل فرض صيام شهر رمضان إلا أن إشكالا جديدا يقع مع الروايات التي تنص على أن الرسول صلوات الله عليه واله كان يأمر بصومه قبل شهر رمضان ثم أصبح الأمر بالتخيير

فقد أخرج مسلم باسناده عمن سمع معاوية بن أبي سفيان ، خطيبا بالمدينة ( يعني في قدمة قدمها ) خطبهم يوم عاشوراء فقال : أين علماؤكم ؟ يا أهل المدينة ! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لهذا اليوم ) " هذا يوم عاشوراء . ولم يكتب الله عليكم صيامه . وأنا صائم . فمن أحب منكم أن يصوم فليصم . ومن أحب أن يفطر فليفطر " . وفي رواية : بهذا الإسناد . سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذا اليوم " إني صائم . فمن شاء أن يصوم فليصم "

وهذا فيه دلالة على أن الصيام منذ الدعوة له كان بالتخيير ما يعارض دعوى الوجوب والفرض
وليس هذا محل إهتمامنا بالموضوع بقدر ما أن المقصد هو الإشارة إلى الإضطراب والتهافت بين الروايات

* والقدر المتيقن هنا هو أن الأمر بالتخيير بعد شهر رمضان فيكون صيامه في أقصى درجاته مستحبا الآن ولكن فلننظر إلى إمكان الإستحباب فهل يثبت ولننظر إلى فعل الصحابة بخصوص صيام عاشوراء
فإن تعمد ترك صيام يوم عاشوراء قد ورد صريحا عن الصحابة من أمثال السيدة عائشة وعبد الله بن عمر وإبن مسعود وجابر بن سمرة وغيرهم في الوقت الذي تمسك فيه مركز وذكر بروايات الأمر بالصيام

- وقد تقدمت الرواية عن عائشة كما عند مسلم قالت : كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه . فلما هاجر إلى المدينة ، صامه وأمر بصيامه . فلما فرض شهر رمضان قال : " من شاء صامه ، ومن شاء تركه " . وفي رواية : بهذا الإسناد . ولم يذكر في أول الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه
وقال في أخر الحديث : وترك عاشوراء . فمن شاء صامه ومن شاء تركه ولم يجعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم كرواية جرير .

 وعند البخاري عنها : كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه ، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه ، فلما نزل رمضان كان رمضان الفريضه
وترك عاشوراء ، فكان من شاء صامه ومن شاء لم يصمه .

فَتَركُ صيام عاشوراء واضح صريح
يؤيد ذلك رواية عبد الله بن عمر .... وفعله
- فعند البخاري قال : صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان ترك . وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه .
- وعند مسلم مرفوعا عن النبي صلوات الله عليه واله : إن هذا يوم كان يصومه أهل الجاهلية فمن أحب أن يصومه فليصمه ومن أحب أن يتركه فليتركه وقال الراوي وكان عبد الله رضي الله عنه لا يصومه إلا أن يوافق صيامه .

وتطبيق هذا الترك لم يتفرد فيه عبد الله بن عمر بل هو صنيع وفعل عبد الله بن مسعود ودعوته أيضا ففي الصحيحين
- أخرج البخاري بإسناده دخل الأشعث ( على عبد الله بن مسعود ) وهو يطعم ، فقال : اليوم عاشوراء ؟ فقال : كان يصام قبل أن ينزل رمضان ، فلما نزل رمضان ترك ، فادن فكل ( لاحظ الدعوة لترك الصيام )
وفي روايات مسلم بأسانيده قال دخل الأشعث بن قيس على عبدالله . وهو يتغدى . فقال : يا أبا محمد ! ادن إلى الغداء . فقال : أوليس اليوم يوم عاشوراء ؟ قال وهل تدري ما يوم عاشوراء . قال : وما هو ؟ قال : إنما هو يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن ينزل شهر رمضان . فلما نزل شهر رمضان ترك . وقال أبو كريب : تركه . وفي رواية : فلما نزل رمضان تركه . ( لاحظ دليل الترك )

- وهو أيضا قول جابر بن سمرة كما عند مسلم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام يوم عاشوراء . ويحثنا عليه . ويتعاهدنا عنده . فلما فرض رمضان ، لم يأمرنا ، ولم ينهنا ، ولم يتعاهدنا عنده . ( ببساطه تعبير عن الترك )
* فإذا ثبت هذا عن هؤلاء الصحابة من روايتهم وأقوالهم وأفعالهم فكيف يمكن معه قبول دعوة الرفاعي لصيام يوم عاشوراء وهل هو أفقه من الصحابة وأعلم منهم في هذا الأمر مع انهم قدموا أدلتهم

- فإن قيل دليل الرفاعي الرواية الوارده في فضل صيام هذا اليوم
فقد ورد في صحيح مسلم ما إستشهد به منشور مركز وذكر الحديث المشهور
( سُئل رسول الله "صلوات الله عليه واله" عن صيام يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية )
إلا أن هذه الرواية لا إعتبار لها وإن أخرجها مسلم فهي موقوفة في إسناديه على رواية عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري والبخاري بالذات ضعف هذه الرواية بقوله ( لا يعرف له سماع من أبي قتادة )
* هذا بالإضافة إلى ترك الصحابة لهذه الرواية وعدم إلتفاتهم لهذا الترغيب إن صحّ
وتركهم لهذا الترغيب هو إقتداء بالنبي صلوات الله عليه واله حيث تقدم أنه هو الذي ترك صيام عاشوراء
فإن قيل إن روايات الترك يعارضها قول إبن عباس في مسلم ( وسئل عن صيام يوم عاشوراء ؟ فقال: " ما علمت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر - يعني رمضان )
نقول إن صحّ فهذا رأي إبن عباس وبحسب ملاحظته ولا يحكي كامل فعل النبي صلوات الله عليه على الواقع كيف وهو معارض بأحاديث فضل العشر الاوائل من ذي الحجة والليالي البيض وصيامه صلوات الله عليه واله شهر شعبان

وبهذا نصل إلى خلاصة وهي أن صيام عاشوراء كان مرغوبا به قبل شهر رمضان المبارك أما بعد شهر رمضان فقد تُرك وترك صيامه الصحابة والحديث الوارد في فضله ضعيف بحسب قول البخاري وغيره

أما ما إستشهد به المنشور من ذكر الرواية من مصادر الإمامية على أن صيام عاشوراء يكفر ذنوب سنة فهو مبتور المطلب فإن العلماء قد قرروا الآتي
قال الشيخ الطوسي مخرّج هذه الرواية كما في تهذيب الأحكام
( وأما صوم يوم عاشوراء فقد ورد فيه الترغيب في صومه وقد وردت الكراهية أيضا
( .. ثم قام بذكر الروايات للطرفين ثم قال .. ) فالوجه في هذه الأحاديث أن من صام يوم عاشورا على طريق الحزن بمصاب رسول الله صلى الله عليه واله والجزع بما حل بعترته فقد اصاب ومن صامه على ما يعتقد فيه مخالفونا من الفضل في صومه والتبرك به والاعتقاد لبركته وسعادته فقد أثم وأخطأ ) تهذيب الأحكام 4 / 299- 302
وهو رأي السيد الخوئي قدس سره حيث إستشهد المنشور بتصحيحه للرواية ولكن تعامى عن فقه هذه الروايات عند هذا العالم العامل حيث قال ( الروايات المتضمّنة للأمر واستحباب الصوم في هذا اليوم فكثيرة ، مثل: صحيحة القدّاح : «صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة»  وموثّقة مسعدة بن صدقة : «صوموا العاشوراء التاسع والعاشر فإنّه يكفّر ذنوب سنة» ، ونحوها غيرها . وهو مساعد للاعتبار ، نظراً إلى المواساة مع أهل بيت الوحي وما لاقوه في هذا اليوم العصيب من جوع وعطش وسائر الآلام والمصائب العظام التي هي أعظم ممّا تدركه الأفهام والأوهام .فالأقوى استحباب الصوم في هذا اليوم من حيث هو كما ذكره في الجواهر أخذاً بهذه النصوص السليمة عن المعارض كما عرفت .
   نعم ، لا إشكال في حرمة صوم هذا اليوم بعنوان التيمّن والتبرّك والفرح والسرور كما يفعله أجلاف آل زياد والطغاة من بني اُميّة من غير حاجة إلى ورود نصّ أبداً ، بل هو من أعظم المحرّمات ، فإنّه ينبئ عن خبث فاعله وخلل في مذهبه ودينه ، وهو الذي اُشير إليه في بعض النصوص المتقدّمة من أنّ أجره مع ابن مرجانة الذي ليس هو إلاّ النار ، ويكون من الأشياع والأتباع الذين هم مورد للعن في زيارة عاشوراء . وهذا واضح لا سترة عليه ، بل هو خارج عن محلّ الكلام كما لا يخفى .
   وأمّا نفس الصوم في هذا اليوم إمّا قضاءً أو ندباً ولا سيّما حزناً فلا ينبغي التأمّل في جوازه من غير كراهة فضلا عن الحرمة حسبما عرفت .
فالمعنى ضد من إستشهد به لا معه

بقيت هنا مسألة دعوة المركز للصيام بإعتبار يوم الأحد هو التاسع الموافق 4 – 12
وعاشوراء هو الإثنين الموافق 5 – 12

وهذا التوقيت غير موفق فإنه يعتمد تولد هلال شهر المحرم الحرام في يوم 25 – 11 – 2011 على أساس الحساب الفلكي والأرقام فيكون 26 – 11 غرة الشهر والصحيح أن الهلال في هذا اليوم 25 يتولد بعد أن يتجاوز أمريكا الجنوبية أي نهاية اليابسة

فلا يمكن رؤية أبدا بل تستحيل
فتكون الرؤية الصحيحة بتاريخ 26 للهلال الشرعي لا الفلكي


وعليه يكون غرة الشهر الحرام 27 – 11 فيكون التاسع يوم الإثنين الموافق لتاريخ 5 – 12
والعاشر يوم الثلاثاء الموافق 6 – 12

وعليه يكون مركز وذكر ليس فقط داعيا إلى ما هجره الصحابة وما تركه النبي صلوات الله عليه واله
بل أيضا يكون داعيا وسببا إلى تضليل الناس وإخبارهم بما يخالف الواقع والصواب

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
اللهم لا تجعلنا مصاديق لقولك الكريم
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا 103 الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا 104 ) صورة الكهف
وصلى الله على محمد وأله
كتبه أبو ياسين 30 – 11 – 2011