الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

صيام عاشوراء .. بين ترك الرسول والصحابة ودعوة وذكر الرفاعي


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد واله وسلم

طالعنا مركز وذكر بإعلان في جريدة الوطن في عدد تاريخ 30 – 11 – 2011 بخصوص صيام يوم عاشوراء وتحديده في أي الشهور وهذا الإعلان يفتح الباب على فقه صيام يوم عاشوراء الأمر الذي يتحاشاه البعض وبشدة


ومركز وذكر وصاحبه لما كان همهم البالغ هو الإرشاد والتوجيه أصبحوا يكتفون بما يرشح على سطح الفقه والشريعه دونما دراية ومعرفة وهذا هو الواقع حيث يتم الإكتفاء ببعض متون الروايات دون درايتها
ولما كان الواجب علينا أن لا ننهج نهجهم في النظر السطحي دون التعمق وجب علينا معرفة فقه صيام عاشوراء وتاريخه والأقوال فيه
- لذا سننقل الروايات الخاصة بموضوع صيام عاشوراء حتى نكون على دراية بالموضوع دون الإكتفاء برواية أو روايتين ولا بأس من إجمال كتقديم دون ذكر للخلاف , إستنادا على ماهو موجود بين أيدينا من روايات في أصح كتابين ( البخاري ومسلم ) من الكتب التي يأخذ بها صاحب مركز وذكر

فنقول إن صيام يوم عاشوراء كان على شريعة موسى عليه السلام والعرب في الجاهلية أخذت به لسبب ما , ثم إن الرسول صلوات الله عليه واله لما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه فأكد على صيامه قبل فرض صيام شهر رمضان المبارك , ثم لما كان فرض صيام شهر رمضان ترك النبي صلوات الله عليه واله صيامه فتركه من بعده الصحابة وإمتنع بعضهم تعمدا كما سيأتي بيانه

حتى جاءنا اليوم الرفاعي ليبذل كل جهده في سبيل إحياء ما تُرك وأُهمل
ولا يلام إن كان يقصد الله تعالى في ذلك , ولكن هيهات فالمقصد صريح وجلي وهو معاكسة الشيعة بدليل التأكيد على معنى الفرح والسرور في الوقت الذي يحزن فيه أتباع أهل البيت عليهم السلام على المصاب الذي جرى عليهم

وإليك الروايات التي يستند عليها التقديم السابق

- الطائفة الأولى بخصوص عرب الجاهلية ومعرفتهم بصيام هذا اليوم وصيام الرسول صلوات الله عليه واله فيه بعد الدعوة فقد ورد عن عائشة زوج النبي صلوات الله عليه واله
- كما رواه البخاري قالت : كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان ، وكان يوما تستر فيه الكعبة ، فلما فرض الله رمضان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شاء أن يصومه فليصمه ، ومن شاء أن يتركه فليتركه .
- وأوضح منه عنده : أن قريشا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من شاء فليصمه ومن شاء فليفطره "

- وعند مسلم - قالت : كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه . فلما هاجر إلى المدينة ، صامه وأمر بصيامه . فلما فرض شهر رمضان قال : " من شاء صامه ، ومن شاء تركه " . قال وفي رواية : بهذا الإسناد . ولم يذكر في أول الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه وقال في أخر الحديث : وترك عاشوراء . فمن شاء صامه ومن شاء تركه ولم يجعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم

* وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب
- عند البخاري قال : كانت عاشوراء يصومه أهل الجاهلية ، فلما نزل رمضان ، قال : ( من شاء صامه ، ومن شاء لم يصمه ) .
- وعند مسلم قال : أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء . وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه والمسلمون . قبل أن يفترض رمضان , فلما افترض رمضان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن عاشوراء يوم من أيام الله . فمن شاء صامه ومن شاء تركه " .

ولكن هذا المعنى يصطدم بالروايات التي تنص على أن معرفة الرسول صلوات الله عليه واله بصيام عاشوراء ومناسبته كانت بعد قدومه المدينة وملاحظته لصيام اليهود

* روايات في بيان أن صيام عاشوراء كان في عهد موسى عليه السلام وهو في شريعة اليهود
- عن عبد الله بن عباس قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وجد اليهود يصومون عاشوراء
( يوم عاشوراء عند مسلم ) ، فسئلوا عن ذلك ، فقالوا : هذا اليوم الذي أظفر ( أظهر عند مسلم ) الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ، ونحن نصومه تعظيما له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نحن أولى بموسى منكم ) . ثم أمر بصومه ( فأمر عند مسلم ) رواه البخاري ومسلم
_ في هذه الرواية دلالة على أن الصيام إبتداءً من فعل اليهود
_ وفي لفظ عند البخاري عن إبن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ، وجدهم يصومون يوما ، يعني عاشوراء ، فقالوا : هذا يوم عظيم ، وهو يوم نجى الله فيه موسى ، وأغرق آل فرعون ، فصام موسى شكرا لله ، فقال : ( أنا أولى بموسى منهم ) . فصامه ، وأمر بصيامه .
* أقول في هذه الرواية دلالة على أنه من فعل موسى عليه السلام أي الصيام

وعند البخاري - عن أبي موسى الأشعري : كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فصوموه أنتم ) .
- وعند مسلم : كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء . يتخذونه عيدا . ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فصوموه أنتم " .

* أقول في هذه الروايات يتضح أمر الرسول صلوات الله عليه واله للصحابة بالصيام وهي تنص على أن صيام الرسول لهذا اليوم بعد قدومه من مكه والمفترض أنه صام ذلك اليوم في المدينة بحسب معرفته بهذا اليوم في مكة وبحسب معرفة العرب الجهلاء به قبل أن يعرف بصيام اليهود والمناسبة والمفترض أنه أمر بالصيام كذلك
* إلا أن الروايات المتقدمة لا تساعد على معرفة الرسول صلوات الله عليه واله بهذا الصيام قبل سؤال اليهود

- روايات أمر المسلمين بصيام عاشوراء
- أخرج البخاري عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا ينادي في الناس يوم عاشوراء : إن من أكل فليتم ، أو فليصم ، ومن لم يأكل فلا يأكل .
- وعند مسلم عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم يوم عاشوراء . فأمره أن يؤذن في الناس : من كان لم يصم ، فليصم . ومن كان أكل ، فليتم صيامه إلى الليل .

وعن الربيع بنت معوذ عند البخاري قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ، ومن أصبح صائما فليصم . قالت : فكنا نصومه بعد ، ونصوم صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار .

وعند مسلم قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار ، التي حول المدينة : من كان أصبح صائما ، فليتم صومه . ومن كان أصبح مفطرا ، فليتم بقية يومه . فكنا ، بعد ذلك ، نصومه . ونصوم صبياننا الصغار منهم ، إن شاء الله . ونذهب إلى المسجد . فنجعل لهم اللعبة من العهن . فإذا بكى أحدهم على الطعام ، أعطيناها إياه عند الإفطار .

* إلى هنا يُفهم من هذه الأحاديث جميعا بغض النظر عن التعارض والخلاف بينها أن صيام عاشوراء ظهر وتمت الدعوة له عند المسلمين في المدينة بعد الهجرة قبل فرض صيام شهر رمضان إلا أن إشكالا جديدا يقع مع الروايات التي تنص على أن الرسول صلوات الله عليه واله كان يأمر بصومه قبل شهر رمضان ثم أصبح الأمر بالتخيير

فقد أخرج مسلم باسناده عمن سمع معاوية بن أبي سفيان ، خطيبا بالمدينة ( يعني في قدمة قدمها ) خطبهم يوم عاشوراء فقال : أين علماؤكم ؟ يا أهل المدينة ! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لهذا اليوم ) " هذا يوم عاشوراء . ولم يكتب الله عليكم صيامه . وأنا صائم . فمن أحب منكم أن يصوم فليصم . ومن أحب أن يفطر فليفطر " . وفي رواية : بهذا الإسناد . سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذا اليوم " إني صائم . فمن شاء أن يصوم فليصم "

وهذا فيه دلالة على أن الصيام منذ الدعوة له كان بالتخيير ما يعارض دعوى الوجوب والفرض
وليس هذا محل إهتمامنا بالموضوع بقدر ما أن المقصد هو الإشارة إلى الإضطراب والتهافت بين الروايات

* والقدر المتيقن هنا هو أن الأمر بالتخيير بعد شهر رمضان فيكون صيامه في أقصى درجاته مستحبا الآن ولكن فلننظر إلى إمكان الإستحباب فهل يثبت ولننظر إلى فعل الصحابة بخصوص صيام عاشوراء
فإن تعمد ترك صيام يوم عاشوراء قد ورد صريحا عن الصحابة من أمثال السيدة عائشة وعبد الله بن عمر وإبن مسعود وجابر بن سمرة وغيرهم في الوقت الذي تمسك فيه مركز وذكر بروايات الأمر بالصيام

- وقد تقدمت الرواية عن عائشة كما عند مسلم قالت : كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه . فلما هاجر إلى المدينة ، صامه وأمر بصيامه . فلما فرض شهر رمضان قال : " من شاء صامه ، ومن شاء تركه " . وفي رواية : بهذا الإسناد . ولم يذكر في أول الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه
وقال في أخر الحديث : وترك عاشوراء . فمن شاء صامه ومن شاء تركه ولم يجعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم كرواية جرير .

 وعند البخاري عنها : كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه ، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه ، فلما نزل رمضان كان رمضان الفريضه
وترك عاشوراء ، فكان من شاء صامه ومن شاء لم يصمه .

فَتَركُ صيام عاشوراء واضح صريح
يؤيد ذلك رواية عبد الله بن عمر .... وفعله
- فعند البخاري قال : صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان ترك . وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه .
- وعند مسلم مرفوعا عن النبي صلوات الله عليه واله : إن هذا يوم كان يصومه أهل الجاهلية فمن أحب أن يصومه فليصمه ومن أحب أن يتركه فليتركه وقال الراوي وكان عبد الله رضي الله عنه لا يصومه إلا أن يوافق صيامه .

وتطبيق هذا الترك لم يتفرد فيه عبد الله بن عمر بل هو صنيع وفعل عبد الله بن مسعود ودعوته أيضا ففي الصحيحين
- أخرج البخاري بإسناده دخل الأشعث ( على عبد الله بن مسعود ) وهو يطعم ، فقال : اليوم عاشوراء ؟ فقال : كان يصام قبل أن ينزل رمضان ، فلما نزل رمضان ترك ، فادن فكل ( لاحظ الدعوة لترك الصيام )
وفي روايات مسلم بأسانيده قال دخل الأشعث بن قيس على عبدالله . وهو يتغدى . فقال : يا أبا محمد ! ادن إلى الغداء . فقال : أوليس اليوم يوم عاشوراء ؟ قال وهل تدري ما يوم عاشوراء . قال : وما هو ؟ قال : إنما هو يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن ينزل شهر رمضان . فلما نزل شهر رمضان ترك . وقال أبو كريب : تركه . وفي رواية : فلما نزل رمضان تركه . ( لاحظ دليل الترك )

- وهو أيضا قول جابر بن سمرة كما عند مسلم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام يوم عاشوراء . ويحثنا عليه . ويتعاهدنا عنده . فلما فرض رمضان ، لم يأمرنا ، ولم ينهنا ، ولم يتعاهدنا عنده . ( ببساطه تعبير عن الترك )
* فإذا ثبت هذا عن هؤلاء الصحابة من روايتهم وأقوالهم وأفعالهم فكيف يمكن معه قبول دعوة الرفاعي لصيام يوم عاشوراء وهل هو أفقه من الصحابة وأعلم منهم في هذا الأمر مع انهم قدموا أدلتهم

- فإن قيل دليل الرفاعي الرواية الوارده في فضل صيام هذا اليوم
فقد ورد في صحيح مسلم ما إستشهد به منشور مركز وذكر الحديث المشهور
( سُئل رسول الله "صلوات الله عليه واله" عن صيام يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية )
إلا أن هذه الرواية لا إعتبار لها وإن أخرجها مسلم فهي موقوفة في إسناديه على رواية عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري والبخاري بالذات ضعف هذه الرواية بقوله ( لا يعرف له سماع من أبي قتادة )
* هذا بالإضافة إلى ترك الصحابة لهذه الرواية وعدم إلتفاتهم لهذا الترغيب إن صحّ
وتركهم لهذا الترغيب هو إقتداء بالنبي صلوات الله عليه واله حيث تقدم أنه هو الذي ترك صيام عاشوراء
فإن قيل إن روايات الترك يعارضها قول إبن عباس في مسلم ( وسئل عن صيام يوم عاشوراء ؟ فقال: " ما علمت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر - يعني رمضان )
نقول إن صحّ فهذا رأي إبن عباس وبحسب ملاحظته ولا يحكي كامل فعل النبي صلوات الله عليه على الواقع كيف وهو معارض بأحاديث فضل العشر الاوائل من ذي الحجة والليالي البيض وصيامه صلوات الله عليه واله شهر شعبان

وبهذا نصل إلى خلاصة وهي أن صيام عاشوراء كان مرغوبا به قبل شهر رمضان المبارك أما بعد شهر رمضان فقد تُرك وترك صيامه الصحابة والحديث الوارد في فضله ضعيف بحسب قول البخاري وغيره

أما ما إستشهد به المنشور من ذكر الرواية من مصادر الإمامية على أن صيام عاشوراء يكفر ذنوب سنة فهو مبتور المطلب فإن العلماء قد قرروا الآتي
قال الشيخ الطوسي مخرّج هذه الرواية كما في تهذيب الأحكام
( وأما صوم يوم عاشوراء فقد ورد فيه الترغيب في صومه وقد وردت الكراهية أيضا
( .. ثم قام بذكر الروايات للطرفين ثم قال .. ) فالوجه في هذه الأحاديث أن من صام يوم عاشورا على طريق الحزن بمصاب رسول الله صلى الله عليه واله والجزع بما حل بعترته فقد اصاب ومن صامه على ما يعتقد فيه مخالفونا من الفضل في صومه والتبرك به والاعتقاد لبركته وسعادته فقد أثم وأخطأ ) تهذيب الأحكام 4 / 299- 302
وهو رأي السيد الخوئي قدس سره حيث إستشهد المنشور بتصحيحه للرواية ولكن تعامى عن فقه هذه الروايات عند هذا العالم العامل حيث قال ( الروايات المتضمّنة للأمر واستحباب الصوم في هذا اليوم فكثيرة ، مثل: صحيحة القدّاح : «صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة»  وموثّقة مسعدة بن صدقة : «صوموا العاشوراء التاسع والعاشر فإنّه يكفّر ذنوب سنة» ، ونحوها غيرها . وهو مساعد للاعتبار ، نظراً إلى المواساة مع أهل بيت الوحي وما لاقوه في هذا اليوم العصيب من جوع وعطش وسائر الآلام والمصائب العظام التي هي أعظم ممّا تدركه الأفهام والأوهام .فالأقوى استحباب الصوم في هذا اليوم من حيث هو كما ذكره في الجواهر أخذاً بهذه النصوص السليمة عن المعارض كما عرفت .
   نعم ، لا إشكال في حرمة صوم هذا اليوم بعنوان التيمّن والتبرّك والفرح والسرور كما يفعله أجلاف آل زياد والطغاة من بني اُميّة من غير حاجة إلى ورود نصّ أبداً ، بل هو من أعظم المحرّمات ، فإنّه ينبئ عن خبث فاعله وخلل في مذهبه ودينه ، وهو الذي اُشير إليه في بعض النصوص المتقدّمة من أنّ أجره مع ابن مرجانة الذي ليس هو إلاّ النار ، ويكون من الأشياع والأتباع الذين هم مورد للعن في زيارة عاشوراء . وهذا واضح لا سترة عليه ، بل هو خارج عن محلّ الكلام كما لا يخفى .
   وأمّا نفس الصوم في هذا اليوم إمّا قضاءً أو ندباً ولا سيّما حزناً فلا ينبغي التأمّل في جوازه من غير كراهة فضلا عن الحرمة حسبما عرفت .
فالمعنى ضد من إستشهد به لا معه

بقيت هنا مسألة دعوة المركز للصيام بإعتبار يوم الأحد هو التاسع الموافق 4 – 12
وعاشوراء هو الإثنين الموافق 5 – 12

وهذا التوقيت غير موفق فإنه يعتمد تولد هلال شهر المحرم الحرام في يوم 25 – 11 – 2011 على أساس الحساب الفلكي والأرقام فيكون 26 – 11 غرة الشهر والصحيح أن الهلال في هذا اليوم 25 يتولد بعد أن يتجاوز أمريكا الجنوبية أي نهاية اليابسة

فلا يمكن رؤية أبدا بل تستحيل
فتكون الرؤية الصحيحة بتاريخ 26 للهلال الشرعي لا الفلكي


وعليه يكون غرة الشهر الحرام 27 – 11 فيكون التاسع يوم الإثنين الموافق لتاريخ 5 – 12
والعاشر يوم الثلاثاء الموافق 6 – 12

وعليه يكون مركز وذكر ليس فقط داعيا إلى ما هجره الصحابة وما تركه النبي صلوات الله عليه واله
بل أيضا يكون داعيا وسببا إلى تضليل الناس وإخبارهم بما يخالف الواقع والصواب

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
اللهم لا تجعلنا مصاديق لقولك الكريم
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا 103 الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا 104 ) صورة الكهف
وصلى الله على محمد وأله
كتبه أبو ياسين 30 – 11 – 2011 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق